برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، أبرم مركز جامع الشيخ زايد الكبير، ووزارة الشؤون الثقافية في جمهورية تونس، اتفاقية تفاهم لترميم "دار ابن خلدون"، وتهيئته كمتحف للعالم عبدالرحمن بن خلدون.
ووقع الاتفاقية معالي عبدالرحمن محمد العويس، رئيس مجلس أمناء المركز، ومعالي الدكتورة حياة قطاط قرمازي، وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، وذلك بحضور سعادة الدكتور يوسف العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير وسعادة الدكتورة إيمان أحمد السلامي، سفيرة الدولة لدى جمهورية تونس، وعددٍ من المسؤولين من كلا البلدين.
وحول هذه المبادرة قال معالي عبدالرحمن محمد العويس، رئيس مجلس الأمناء لمركز جامع الشيخ زايد الكبير: "إن مبادرة ترميم دار العالم والفيلسوف العربي ابن خلدون في تونس العاصمة، والتي تأتي تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، تشكل واحدة من مبادرات مركز جامع الشيخ زايد الكبير لصون التراث الإنساني على كافة الصعد المحلية والعربية والعالمية، وتعكس نظرة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المعالم التاريخية باعتبارها موروثاً إنسانياً عالمياً، كما تجسد هذه المبادرة النهج العالمي الرائد للدولة في مجال صون التراث العالمي، بنوعيه، المادي وغير المادي، والذي أرسى قواعده الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، -طيب الله ثراه-، واستمرت عليه القيادة الرشيدة، لتكون الدولة أنموذجاً مهماً في العناية بالتراث العالمي، ومثالاً يحتذى في التسامح والتعايش الإنساني والتناغم والتمازج بين مختلف الثقافات، وتجسد هذه المبادرة، الدور الريادي لمركز جامع الشيخ زايد الكبير في إبراز الثقافة والحضارة العربية الإسلامية وحفظها، وإحياء مفاهيمها الزاخرة بالقيم الإنسانية النبيلة، حيث أصبح الاهتمام بالتراث الإنساني في صميم رسالة المركز، باعتبار أن التراث الإنساني هو سجل عالمي مشترك، تشارك كل ثقافات العالم بكتابته".
)تصريح وزيرة الثقافة التونسية(................
كما تمثل هذه المبادرة أحد أهداف المركز، الرامية إلى إبراز الموروث الثقافي الإسلامي والعربي والمحلي، حيث يأتي اهتمام المركز بهذه الدار لما تحمله من رمزية، باعتبارها معلماً إسلامياً وإنسانياً، ولد وترعرع فيها العالم والفيلسوف العربي عبد الرحمن بن خلدون، أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، والذي برع في علوم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات مؤثرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها.
دار ابن خلدون.. عراقة الهندسة الكلاسيكية التونسية.
تقع دار ابن خلدون بمنطقة باب الجديد، أحد أبواب مدينة تونس، وولد فيها العالم والفيلسوف العربي عبدالرحمن بن خلدون، وتعد الدار مثالاً على عراقة ورقي الهندسة المعمارية الكلاسيكية التونسية، والتي تميزت بها دور الوجهاء والأثرياء، وتتكون هذه الدار التي شيدت في زمن الحكم الحفصي في القرن الثامن الهجري، من طابق أرضي وآخر علوي يحيطان بفناء مكشوف، وقد كسيت أغلب جدران الدار والصحن بمربعات الخزف. تتميز الدار ببابها الخارجي المستطيل العالي ذي الدفتين، على الطراز الاندلسي، المحاط بإطار رخامي منقوش.
أما صحن الدار فهو واسع، مربع الشكل، به سبعة أبواب تفتح على غرف المعيشة، وفي الدار رواقان، في كل منهما ثلاث أقواس ترتكز على دعائم أسطوانية من الرخام الأبيض. بينما الدرج الرئيسي مبني من الرخام الأبيض، وزينت جدرانه بمربعات خزفية ملونة، ويصل الدرج إلى الفناء المغطى، المزين بزخارف نباتية مستوحاة من الطراز الإيطالي.