كلمة معالي عبدالرحمن بن محمد العويس
رئيس مجلس الأمناء، مركز جامع الشيخ زايد الكبير
إن ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من مكانة مرموقة وريادة بين دول العالم في جميع المجالات خلال فترة وجيزة جعل منها مثالا يحتذى، وقصة إنجاز تروى؛ لتستقى منها الدروس والعبر، في قهر الصعاب، والسير بخطى حثيثة ثابتة نحو الأهداف العليا.
وإن تلك المكانة ما كانت للتتحقق، وذلك النجاح والتميز ماكان له أن يبصر النور لولا الفكر النير والإرادة القوية والمبادئ العليا التي أرسى جذورها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسعى لترسيخها في نفوس أبناء الإمارات حتى باتت منهج حياة، وعلى خطاه سارت القيادة الرشيدة للدولة لتستمر مسيرة العطاء وليتحقق الإنجاز تلو الإنجاز حتى باتت الدولة تحتل المراتب الأولى بين مصاف الدول المتقدمة .
تمكن جامع الشيخ زايد الكبير، على حداثة إنشائه قياسا بغيره، من ترسيخ دوره الفاعل ومكانته الخاصة بين مراكز الفكر الإسلامي التي تؤدي دورا محوريا في تقديم الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف، إلى جانب مكانته كواحد من أهم معالم دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد شكل الدعم الذي حظي به مركز جامع الشيخ زايد الكبير من القيادة الرشيدة رافدا له لأداء رسالته السامية، التي تضمنت الاعتزاز بالموروث الحضاري الإسلامي وتقديمه في أبهى صوره، وترسيخ مفاهيم التعايش والتسامح حيث تلتقي الحضارات والثقافات في رحابه، وتكاد تنطق بها تفاصيل عمارته التي شكلت في تنوعها وانسجام تصاميمها الهندسية من مختلف الحضارات نموذجا معماريا رائعا، إلى جانب أدائه دورا رائدا كمنبر للوسطية والاعتدال الديني يقدم جوهر الإسلام وروحه الفذة ضمن قوالب متجددة تتوافق ومعطيات العصر .
يأتي هذا الموقع الإلكتروني الذي يعد وسيلة للتواصل مع الزوار، ضمن مساعي المركز لتوفير أفضل الخدمات للزوار الكرام والجمهور، من خلال التعرف إلى أفكارهم ومقترحاتهم الهادفة إلى تطوير المركز، وتحسين أدائه وارتقائه الدائم إلى مستوى الرسالة التي أنشئ من أجلها، كما يعد نافذة يطل الزائر من خلالها على تاريخ إنشاء جامع الشيخ زايد الكبير، ورسالته الحضارية، وسيرة مؤسسه الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويطلع عبرها على تفاصيل عمارة الصرح الكبير وجمالياته ومواطن التفرد فيه.
ونأمل أن يجد الزائر للموقع صورة وافية حول التسهيلات والمبادرات المخصصة لتوفير أفضل الخدمات لضيوف الجامع، إلى جانب التعريف بما يقدم المركز من أنشطة ثقافية متنوعة تخدم رسالته الحضارية وتتوافق مع حاجة المجتمع المحلي والعالمي وفق معطيات العصر .
سائلين الله تعالى أن يرحم باني هذا الصرح ومؤسسه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يحفظ دولتنا الحبيبة لتبقى موطنا للقيم النبيلة ومثالا للنجاح والتميز .